تشير كافة الأبحاث على أن المهام التي تنجزها النحلة العاملة تتنوع وتختلف خلال حياتها، منذ ولادتها وحتى موتها؛ فكلما تقدَّم بها، حدث فيها تحولات فسيولوجية دقيقة، تتوافق مع العمل الذي يتوجب عليها أداؤه؛ لذلك فإن النحلة الشغالة تقوم بأعمال كثيرة رغم فترة حياتها القصيرة، وتكرِّس الشغالة النصف الثاني من حياتها لجمع الرحيق وحبوب الطلع أو اللقاح.
تعمل الشغالة في الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها ضمن الخلية، فخلال اليومين الأول والثاني التاليين لخروج النحلة الكاملة، تقوم النحلة الشغالة الناضجة النمو بتنظيف خلايا الحَضنة بدقة متناهية؛ فتخصص كليًّا للقيام بأعمال النظافة، وبحلول اليوم الثالث، تبدأ الشغالة مهمة جديدة هي تغذية الحَضنة؛ فعندها يحدث تطور ملحوظ في الغدد البلعومية المغذية التي تفرز الغذاء الملكي الذي يستعمل في تغذية جميع اليرقات الفتية واليرقات الملكية، وعندما يحل اليوم العاشر، تتدهور غددها المغذية وتضمر، في الوقت الذي تصبح فيه الغدد الشمعية على أتم الاستعداد لأداء وظيفتها، وبدءًا من اليوم الحادي عشر، تتجه الشغالات نحو مهنة جديدة، هي مهنة البناء، فتصنع الشمع وتبني الإطارات وترعى الخلية على أكمل ما يكون.
أمَّا عند بلوغها اليوم الخامس عشر فتتولى حراسة المملكة، وتراقب فتحة الخلية وتمنع كل دخيل، ويتبقى في هذه المهمة يومين أو ثلاثة، ثم تقوم بعدها بوظائف أخرى منها ما يتعلق بتوفير التهوية، وتدفئة الخلية؛ حيث تحافظ على درجة حرارة قريبة من (35) خمسة وثلاثين درجة مئوية، خلال الصيف، وهناك من الشغالات من تقوم بإنضاج الرحيق وتجهيزه للمهمة المحددة من جمعه.
وعندما يحلّ اليوم الحادي والعشرون، تكون النحلة الشغالة قد أنجزت جميع المهام التي أوكلت إليها في الخلية، وعند ذلك تصبح على استعداد لإنجاز أخر وأطول مهمة لها، ألا وهي مهمة جمع الرحيق وغبار الطلع (حبوب اللقاح) من خارج الخلية، وتودع الدنيا بعد ذلك بأسبوعين ونصف الأسبوع تقريبًا، بعد أن تكون قد أتمت مهمتها ودورها على الوجه الأكمل داخل مملكة النحل.